....المعماري الكفؤ تنمحي بلحظة أمام الزبون الماهر الذي لا يريد سوى " مخطط
صغير يعطيه للبناء أو للبلدية من أجل الترخيص". ولقاء ذلك "يرمي" هذا الزبون
الحاذق ثمن بخس دراهم معدودة على هذا المعماري "كصدقة عن روح الأموات من
عائلته". وللإنصاف فالمشكلة متعددة الجوانب وليس الملوم فقط هذا "الزبون اللئيم الجاهل".
المشكلة تبدأ وتنتهي بالمعماري نفسه. فمن لا يحترم نفسه لا يحترمه الآخرون, ومن لا
يقيم وزنا لمهنته لا يتوقع من "زبون جاهل" أن يقيمه حق التقييم. فالزبون لا يرى لقاء
"بضعة دراهمه سوى مجموعة من الخطوط التي يفهمها أو قد لا يفهمها. ولا يدري هذا
التعس أنه فيما يدفع لبقية المهن "غير النبيلة" الأخرى التي ستبني له بيته أضعاف ما
يدفعه للمعماري, إلا أن خطوط المعماري ومخططه "البسيط" سيحدد حياته ونفسيته
وسلوكياته الإجتماعية داخل بيته. ولذلك كم من "زبون جاهل" أدرك أن المخطط الذي
"استرخصه" قد انبثقت عنه مجموعة لا نهاية لها من المشاكل ما فطن لها الا بعد سكناه
للبيت. ويستحق ذلك هذا اللئيم جزاء وفاقا! إذ كما أنه قد يظن أنه قد خادع نفسه وخادع
المعماري فإن هذا المعماري –ممن لا خلاق لهم من العلم أو الأمانة- قد أعطاه من
الرسومات ما يساوي دراهمه البخسه.
وتجنبا للإطالة فإن حل المشكلة يكمن برأيي في عدة محاور: الأولى وتبدأ من المعماري
والعمارة كمهنة يقضي الطالب سنوات شبابة وزهرة عمره بدراستها وإتقان فنها.
فليحترم المعماري نفسه ومهنته وليقيم لقمة عيشه بما تستحقه. وفضلا عن ذلك ليكف
المعماريون ذوي "الأيدي الرخيصة" من تدنيس المهنة في الوحل وتقديم مخططات
رخيصة لا فن فيها ولا ذوق لقاء اتعاب بخسة. الثاني وتخص النقابات المهنية والهندسية
التي تعيد للمنهة ما تستحقه من التقدير بفرض حد أدنى للأتعاب الهندسية وكذلك لنوعية
المخططات المقدمة وتوقيع الغرامات على المهندسين أو المعماريين المخالفين. والثالثة
والأهم هي دعوة لأصحاب العمل والزبائن للقيام بدورهم. على المالك أو صاحب
العمل القيام "بوظيفته البيتية" والإطلاع على ما يناسب من المخططات المعمارية التي
تناسب المحيط والثقافة العربية والإسلامية. لو نظر المالك الى العمارة على أنها
حضارة وثقافة وليست مجموعة من الخطوط والأبواب والشبابيك لنحت العمارة العربية
منحى آخر أفضل مما هي فيه الآن. المالك والزبون لا تقل أهميته عن أهمية العمل ذاته.
بل إنه في الحقيقية يقف وراء الأعمال المعمارية المتميزة في العالم العربي المالك
المثقف قبل المعماري وهو ما نسعى اليه. فهل من مالك مثقف يجيب النداء
الهندسة المعمارية هى مهنة و مجال تخصص ينتمى اليها من يريد الاشتغال فى مجال
العمارة. و هى مثلها مثل باقى المهن حديثة العهد بوجودها الرسمى. و الهندسة
المعمارية فهى تخصص تعليمى يؤهل الطالب للانتماء لمهنة محددة هى ان يكون
مهندس معمارى. و يعتمد المجتمع الحديث على المهندس المعمارى فى توفير مختلف
اشكال البيئة العمرانية و المبانى و المنشآت التى يحتاجها الانسان لممارسة مختلف
نشاطاته. و يقضى الانسان فى العصر الحديث معظم اوقاته داخل بيئة عمرانية تم
تصميمها بمعرفة المهندس المعمارى. فنحن نولد و نعيش و نتعلم و نتعبد و نمرض و نموت داخل بيئة عمرانية تم تصميمها بواسطة المهندس المعمارى
مقال الدكتور : وليد أحمد السيد
دكتوراه نظرية العمارة - جامعة لندن
قارئ في العمارة العربية المعاصرة وفي مضمونها التراثي
صغير يعطيه للبناء أو للبلدية من أجل الترخيص". ولقاء ذلك "يرمي" هذا الزبون
الحاذق ثمن بخس دراهم معدودة على هذا المعماري "كصدقة عن روح الأموات من
عائلته". وللإنصاف فالمشكلة متعددة الجوانب وليس الملوم فقط هذا "الزبون اللئيم الجاهل".
المشكلة تبدأ وتنتهي بالمعماري نفسه. فمن لا يحترم نفسه لا يحترمه الآخرون, ومن لا
يقيم وزنا لمهنته لا يتوقع من "زبون جاهل" أن يقيمه حق التقييم. فالزبون لا يرى لقاء
"بضعة دراهمه سوى مجموعة من الخطوط التي يفهمها أو قد لا يفهمها. ولا يدري هذا
التعس أنه فيما يدفع لبقية المهن "غير النبيلة" الأخرى التي ستبني له بيته أضعاف ما
يدفعه للمعماري, إلا أن خطوط المعماري ومخططه "البسيط" سيحدد حياته ونفسيته
وسلوكياته الإجتماعية داخل بيته. ولذلك كم من "زبون جاهل" أدرك أن المخطط الذي
"استرخصه" قد انبثقت عنه مجموعة لا نهاية لها من المشاكل ما فطن لها الا بعد سكناه
للبيت. ويستحق ذلك هذا اللئيم جزاء وفاقا! إذ كما أنه قد يظن أنه قد خادع نفسه وخادع
المعماري فإن هذا المعماري –ممن لا خلاق لهم من العلم أو الأمانة- قد أعطاه من
الرسومات ما يساوي دراهمه البخسه.
وتجنبا للإطالة فإن حل المشكلة يكمن برأيي في عدة محاور: الأولى وتبدأ من المعماري
والعمارة كمهنة يقضي الطالب سنوات شبابة وزهرة عمره بدراستها وإتقان فنها.
فليحترم المعماري نفسه ومهنته وليقيم لقمة عيشه بما تستحقه. وفضلا عن ذلك ليكف
المعماريون ذوي "الأيدي الرخيصة" من تدنيس المهنة في الوحل وتقديم مخططات
رخيصة لا فن فيها ولا ذوق لقاء اتعاب بخسة. الثاني وتخص النقابات المهنية والهندسية
التي تعيد للمنهة ما تستحقه من التقدير بفرض حد أدنى للأتعاب الهندسية وكذلك لنوعية
المخططات المقدمة وتوقيع الغرامات على المهندسين أو المعماريين المخالفين. والثالثة
والأهم هي دعوة لأصحاب العمل والزبائن للقيام بدورهم. على المالك أو صاحب
العمل القيام "بوظيفته البيتية" والإطلاع على ما يناسب من المخططات المعمارية التي
تناسب المحيط والثقافة العربية والإسلامية. لو نظر المالك الى العمارة على أنها
حضارة وثقافة وليست مجموعة من الخطوط والأبواب والشبابيك لنحت العمارة العربية
منحى آخر أفضل مما هي فيه الآن. المالك والزبون لا تقل أهميته عن أهمية العمل ذاته.
بل إنه في الحقيقية يقف وراء الأعمال المعمارية المتميزة في العالم العربي المالك
المثقف قبل المعماري وهو ما نسعى اليه. فهل من مالك مثقف يجيب النداء
الهندسة المعمارية هى مهنة و مجال تخصص ينتمى اليها من يريد الاشتغال فى مجال
العمارة. و هى مثلها مثل باقى المهن حديثة العهد بوجودها الرسمى. و الهندسة
المعمارية فهى تخصص تعليمى يؤهل الطالب للانتماء لمهنة محددة هى ان يكون
مهندس معمارى. و يعتمد المجتمع الحديث على المهندس المعمارى فى توفير مختلف
اشكال البيئة العمرانية و المبانى و المنشآت التى يحتاجها الانسان لممارسة مختلف
نشاطاته. و يقضى الانسان فى العصر الحديث معظم اوقاته داخل بيئة عمرانية تم
تصميمها بمعرفة المهندس المعمارى. فنحن نولد و نعيش و نتعلم و نتعبد و نمرض و نموت داخل بيئة عمرانية تم تصميمها بواسطة المهندس المعمارى
مقال الدكتور : وليد أحمد السيد
دكتوراه نظرية العمارة - جامعة لندن
قارئ في العمارة العربية المعاصرة وفي مضمونها التراثي
0 التعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا برأيك لا تقرأ و ترحل